كان كل شيء في حياتها ، كان الأمل الذي تعيش من أجله ، لم تعرف أما و لم تشعر بأبا في حياتها ، فأمها ماتت حين ولاتها و أباها تزوج و انشغل بحياته ، ربتها جدتها العجوز التي ماتت بعد أن بلغت العاشرة من عمرها ، كان أخوها الوحيد الذي لم تعرف صدرا حنونا بعد جدتها غيره ، اعتنى بها بعد وفاة جدتها و كان يكبرها بعشرة سنوات و كان متزوجا من إمرأة لا تعرف الرحمة طريقا إلى قلبها ، كانت قاسية معها ، كانت تشعر بأنها ضرتها لا شقيقة زوجها و فتاة لم يتعدى عمرها الخامسة عشرة ، لم يعرف بمعاملة زوجته لها إلا بعد أن رأى بعينيه فطلقها فورا ، حاولت أن وفاء أن تثنيه عن هذا إلا أنها لم تستطع . طلقها و أقسم بأن لا يتزوج حتى يطمئن عليها و أن يراها بيد زوج يخاف عليها و يحبها . كان مصابا بمرض في القلب رغم أنه لم يتعدى الثلاثين من عمره ، كبرت وفاء و كان حلمها أن تدخل كلية الطب و كلية الطب بحاجة إلى مجموع كبير خاصة من الفتيات ، و كانت وفاء ليست واثقة بالحصول عليه ، و لكنها لم تستطع إبعاد هذا الحلم عن مخليتها ، و بعد أن ظهرت النتائج .
فهد : أبشري .
امتلأت عينا وفاء بالدموع ففهم فهد أن مجموعها لا يخولها لدخول كلية الطب .
فهد : لا عليك . تستطيعين دخول الجامعة و رفع معدلك الذي يخولك لدخول كلية الطب .
وفاء : لست واثقة يا فهد .
فهد : لا شيء صعب أمام إرادتنا .
وفاء : خائفة .
فهد : لا تخافي . و توكلي على الله .
دخلت وفاء الجامعة - كلية العلوم و حاولت بكل جهدها أن تحصل على المعدل الذي يخولها دخول كلية الطب و لكنها لم تستطع . فقررت بعدها الخروج من الجامعة و البقاء في البيت .
فهد : لا يا وفاء لا . لن أقبل بهذا أبدا .
وفاء : أرجوك يا فهد افهمني لا أستطيع أن أرى حلمي أمامي و لا أستطيع تحقيقه .
فهد : و الحل أن تبقي دون سلاح يعينك على هذه الحياة . هذا هو الحل برأيك ؟
لم تنبس وفاء ببنت شفه و كانت الدموع تنهال من عينيها .
فهد : وفاء أرجوك أنت تعرفين بأني مريض بمرض القلب و لا أعرف متى
و قبل أن تكمل وضعت وفاء يدها على فمه .
وفاء : لا تكمل . هل تعرف ماذا تعني لي يا فهد ؟
و فجأة .
فهد : آه .
وفاء : فهد .
فهد : الدواء . إنه في غرفتي .
أسرعت وفاء و أحضرت الدواء لـ فهد .
وفاء : كيف تشعر الآن ؟
فهد : أرجوك لا تزيدي مرضي .
بكت وفاء و صعدت إلى غرفتها ، تألم فهد كثيرا و أخذ يتذكر كيف كانت وفاء منذ صغرها تتحدث عن حلمها بأن تصبح طبيبة فانهالت الدموع من عينيه . و في اليوم التالي :
وفاء : ما هذه ؟
فهد : اقرئيها .
قرأت وفاء الأوراق التي قدمها لها فهد فامتلأت عيناها بدموع الفرح و نظرت إلى أخاها .
فهد : لأجلك فقط . فأنا كم أخت لي ؟
قبلت وفاء أخاها على رأسه .
وفاء : و لكن كيف ؟
فهد : لا تهتمي لذلك .
وفاء : لن أقبلها إلا بعد أن تخبرني كيف ؟